هِيَ ذِكرَى قَد ارتحلَت مع خُيوط الدَهر
و ظلّت كحُلمٍ ما زِلنا عَلى رؤيةٍ من سَرابِه ..
/
\
/
تهانيناً بـ فرحٍ لن يَصبو لوجْدانٍ حَافلٍ بتقاسيمِ الماضي
و لحنِ أشجانِ المَوتى لا يزالُ يُعزَفُ بأنينٍ يشهَق
رُوحٌ .. هِيَ ربّما أصِيبتْ بـ تقيّـحٍ لنْ يَبرأ
فتهَاوت بجُنونٍ تَبكي ..
تُسقِطُ دَمَعاتِها على ألمٍ صَاخبٍ بالجُروح
تيه يلفُّ شَتاتاً .. لا يَجثو في أقسَى الظُروف
يَحتاج لـ عَدسة ماضٍ تُرخي يدَها تحتَ الرُكام
و يُبعِدٌها عنِ الأذى , ينفضُ عَنها الغُبار
يربّتُ بحنانٍ فَقط .. بينَ صفحاتِ المُذكّرات
فكلُ همسةٍ و لمسةٍ تركُد ..
في قاعِ الذِكريات
تأبىَ المُثول على سَهدِ الحاضِر
و ترفُض الابتسامَة لارتشافٍ كاذب
تأبىَ أن يَرتاحَ الفؤادُ مِن انتِظار
حتى جُبلنا عَلى أن نموتَ قهراً بين زَوايا الوجعِ الخامِل
قد ثارَ منسكِباً على صدورِ الطاهِرين , مَشروباً من رَحيقِ المَساجين
تُفسِدُ نقاءً قد وُئِدَ بأيدٍ وَهميّة
لم تكُن المَلامَةَ لِتقعَ على حَقيقٍ مُجسّد
فوجُودهُ تمّتْ تبرِئَتُه لِيقعَ الذنبُ على القابضِ بالعشقِ يتمَسّك
فأصبحَ الحالُ علينا يُهان ..
نحمِلُ بؤساً و صَوامِعَ الاعتِلال
نخشَى عُيوناً تتحَدّثُ بينَ نمِيمةٍ و اغتيَاب
فجُبلنا على أن نموتَ قهراً بينَ سكناتِ خُمولٍ مَوجُوعة
و ارتَوينا مِن مَرارةِ الحياةِ جُرعَة , تلتها جُرعاتٌ مسْمُومَة
قد امتَطتْ حيناً سرجَ الطُقوسِ الملعُونة ,
بل لرُبما كانت مُجرَّدَ حقائِق وهمٍ مَغلُوطة !
ولكن ,
تبقَى الكلمـاتُ مَيّتة و لو كانتْ مَقصُودَة
و تظلُّ العيونُ تَرقُبُ حتى لو بدَتْ مَهمومَة
و الحروفُ تعتَكِفُ بركنٍ مُستسقِية خلفَ أنسِجةٍ مَكسُورة !
و نظلُّ نموتُ قهراً و نعشَقُ انتِظاراً قد يَروِينا بِأعجوبَة
/
\
/
.. هيَ ذِكرى لم تمُتْ كما حدّثَ بها الجَميع
بل مَحفُورةٌ بينَ ضواحِي الفُؤاد تنّامُ بحَنين